الخميس، 12 فبراير 2009

جعلته يبكى


نعم فعلتها هى ولم يفعلها سواها " جعلته يبكى " فى يوم،وليس من طبيعته البكاء،لقد شعرت به يبكى ولأول مرة، وأحسست به بكل كيانى ، فأنا وهو جزء لا يتجزأ، ومن المستحيل أن نفترق إلا إذا شاء القدر، فدائما هو معى فى كل مكان أذهب إليه،لايمكن أن أذهب بدونه إلى أى مكان ومن المستحيل أن يذهب هو الأخر بدونى .



هذا اليوم محفور فى ذاكرتى ولن أنساه مهما طال العمر بى ، كنت فى الجامعة هذا اليوم، جالسة فى قاعة المحاضرات لحضور محاضرة مادة "تاريخ الصحافة" ، منتظرة دكتور المادة مع باقى الزملاء، وهو كان جالسا معى كالعادة، وكان يجلس معنا زميلتى "أمال" ، ودخلنا فى بعض الأحاديث الجانبية، إذ بفتاة تقترب نحونا، وتتحدث إلى " أمال"،لم أكن أعرفها وهو الأخر، ولكنها تعرف" أمال" جيدا،وجلست بجوارها فنظرت إليها ونظرت إلى وبدأنا فى الحديث وطرح أسئلة التعارف المعروفة،فأنا لأول مرة أراها فى القسم، وهى قالت أنها هى الأخرى ترانى للمرة الأولى،فتعارفنا وفى أثناء حديثنا سألتها "أمال" عدة أسئلة، فأكتشفت من خلال حديثنا معا أنها فتاة رائعة، وشخصية قوية ، وترجع قوة شخصيتها من قوة إيمانها بالله سبحانه وتعالى،وذلك من خلال التجارب المؤلمة التى مرت بها فى المراحل المختلفة من حياتها.



فهى فتاة يتيمة الأب والأم، ولديها من الأخوات ولدين،فجلسنا وكلنا أذان صاغية لسماع قصتها،فبعد وفاة والديها، تفرقت هى وأخوتها فى بيوت أقاربها، فهى تحكى لنا بتماسك وصلابة تحسد عليهما، وبدأت تحكى لنا عن كيفية وفاة والدها، وأنها قبل وفاته رأته فى الحلم يسقط فى الحمام مغشى عليه،ففى يوم كانت جالسة فى صالة منزلها،ووجدت شخص يفتح باب المنزل إذ به والدها يدخل وألقى عليها السلام ، وذهب لدخول الحمام فسقط بداخله وفارق الحياة على الفور،نسأل من الله العفو والمغفرة له ، وبعد وفاة والدها،جاء الدور على والدتها فكانت تجلس معها، وفجأة شعرت والدتها بألم شديد فى رأسها، فقامت لتقرأ لها بعض أيات القرأن الكريم على مكان الألم، فشعرت والدتها بتحسن، وأخذت الأم تدعى لأبنتها،ثم عم الصمت ونظرت إلى والدتها وجدتها اغمضت عينيها وفارقت الحياة، فهكذا الحياة تخرج بها من صدمة إلى صدمة، فنظت إليها والدموع تملىء عينى، وقبل أن تتساقط أمامها ألتفت نحو بابا القاعة لأنى لا أريد البكاء أمامها، حتى لا تبكى هى الأخرى، فأخذت أمسك بدموعى بمنديل قبل ان تتساقط على خدي، وهو كان الوحيد الذى يشعر بكل ما يحدث بداخلى ،فمازال جالسا معى يحس بكل كلمة، فإذا بى أشعر انه يرتجف من سماعه لهذه المواقف التى تحكى، فعزمت أن اخفف عنه قليلا، ولكن روت لنا قصة عمها هو الأخر وما فعل من ظلمه لها، كل هذا ومازلنا منتظرين دكتور المادة،فعمها كما قالت ظلمها كثيرا، ولكننى لا أعلم كيف، لأننى لم أحب الدخول فى تفاصيل خاصة، فهى تتحدث وهى غاضبة وتقول انها غضبت من عمها، وقلت لأقاربها أنها لن تسامحه على ظلمه لها،فلقد مرض عمها مرض خبيث وتدهورت حالته الصحية، فكان طلب عمها الوحيد وهو يرقد على فراش الموت أن يراها، فرفضت طلبه كثيرا، ولكن أقنعها اقاربها بأن تذهب لرؤيته، لأن حالته الصحية تتدهور من يوم لأخر، فذهبت لرؤيته لتعرف ماذا يريد منها، رغم انها كانت تعلم جيدا انه سوف يطلب منها أن تسامحه ، فنظرت من بعيد على الحجرة التى يرقد بها عمها،ونظرت نحوه،وعندما رأها أخذ يلوح بيده كى تأتى إليه، ولكنه كان فى هذه اللحظة يلفظ أنفاسه الأخيرة، وتوفى إلى رحمة الله، قبل أن يطلب منها أن تسامحه، فعندما أخبرتنا بذلك طلب هو منى على الفور أن أترجاها كى تسامحه،فردت بأنها سامحته ولكنها ليست بنية خالصة،ذلك ما شعرت به من كلامها، فطلبت منها مرة أخرى أن تسامحه وبنية خالصة من قلبها ، فعزمت على مسامحته أمامنا،كل هذا وهو مازال يجلس معنا،فوجدت دموعى تشكو له منى ،وهو يشكو لى من شعوره بالنبض الزائد وأنه يرتجف بشدة،فهولم يستطع أن يمسك بنفسه فأخذ يبكى هو بدلا من عينيا، وببكاءه هذا كاد أن يتوقف عن النبض، لأن كل ما شعر به من كلامها جعله يبكى ويتأثر بشدة.



لما لا فهذا هو قلبى الذى يبكى ، وهو الذى لايفارقنى ، فنبضه هوسبب بقائى على قيد الحياة حتى الأن



لقد جعلت "قلبى" يبكى بدلا من أعينى التى لم تستطع أن تظهر الدموع امامها.

هناك 5 تعليقات:

RaNa AyMaN يقول...

لا بجد موضوع جميل
اوى اوى اوى واى اوى
ياااااااااااااااااه هى الدنيا لسا فيها كداااا
ظلم وقهر....
ربنا معاها يارب
بس موضوع جاااااااااااااامد اوى
بجد جعلتيه يبكى
ماشاء الله اسلوب رائع وكلمات اكتر من رائعة
ميرسي ياقمر وتسلم الايادى

l7zatelsafa يقول...

Thanks roro
نعم مازال هناك خير وشر فى الدنيا
وهناك من هو عادل وهناك من هو ظالم

فلسطينية الهوى يقول...

ربنا يرحم موتى المسلمين جميعا يارب

انا اول مرة أعرف انك كلية اعلام انتي كمان

زمايل مهنة خلاص

وربنا يعينك على مادة تاريخ صحافة :D

~PakKaramu~ يقول...

Visiting your blog

l7zatelsafa يقول...

اه شفتى بقى البلوج جمعنا
والحمد لله انا خلصت من تاريخ صحافة ومن الدراسة خالص
اتخرجت السنة دى اخيررررررا
وشكرا يا فلسطينية الهوية على زيارتك للمدونة المتواضعة دى

 
Dear Diary Blogger Template