الأربعاء، 5 مارس 2008

الضمير العربى





فى يوم من الأيام كنت جالسة أشاهد التليفزيون كعادتى، وأمسك بالريموت، وأغير من قناة إلى آخرى، أستوقفتنى فجأة آحدى القنوات الفضائية حيث كانت تعلن أو تنوه عن قرب أذاعة أوبريت الضمير العربى على القناة، وبسماعى لبعض كلمات الأوبريت، وجدت أن كلماته تعبر بالفعل عن حال أمتنا العربية، وتعبر أيضا عن حالة من اللامبالاة تجاه ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية، من مذابح، وأعمال عنف، وقتل، وسفك لدماء الأبرياء من الأطفال، والشباب، والشيوخ من الشعب الفلسطينى العريق، والمناضل، فأثناء مشاهدتى لهذا الجزء الصغير من الأوبريت عادت بيا الذاكرة ألى الوراء قليلا، وتذكرت أوبريت الحلم العربى، حيث أن هذا الأوبريت كان يذاع فى الفترة التى كنت بها فى المرحلة الأعدادية، فتذكرت موقف من المواقف التى مررت بها فى هذه المرحلة، التى كنا فيها أنا وصديقاتى فى قمة الحماسة، والبراءة، التى من الممكن أن يتصورها البعض، ويصفها بالسذاجة .



فدعونى أحكى لكم موقف من المواقف التى مررت بها فى هذه المرحلة، لأبين لكم أنه لآفائدة لكل هذا، رغم أننى لا أتمنى ذلك، وأتمنى من قلبى بأن يكون هناك فائدة لكل هذه الأغانى، وعلى رأى صلاح جاهين " أحنا جينا نغنى للناس، غنينا عليهم " ، ما علينا لقد أطلت عليكم، أرجع إلى بداية كلامى، وأحكى لكم هذا الموقف، فى البداية كنت كلما أشاهد فى نشرة الأخبار ما يحدث على الآراضى الفلسطينية من هتك لحقوق الأنسان، والمواطن الفلسطينى التى لا تتعدى كونهم يريدون العيش على أرضهم، ووطنهم فلسطين فى سلام، وأمان، دون مشاركة أى دخيل لهم فى هذه الأرض، وأسمع كل يوم بل الأدق كل دقيقة عن شهداء يضحون بأرواحهم من أجل وطنهم وأرضهم، كنت مثلى مثل غيرى أتأثر، لما أشاهده، واسمعه، بل كنت أستشيط غضبا فى بعض الأحيان من هذه الجرائم التى ترتكب فى حق شعب عريق، وعظيم حقا مثل الشعب الفلسطينى، ففى يوم وأنا أشاهد نشرة الأخبار، وجدتهم يعرضون فيديو به لقطة أستشهاد الطفل محمد الدرة، وهو يختبىء فى حضن والده جمال الدرة، ويحتمى به من رصاص الجنود الأسرائيلين، حيث قاموا بأطلاق الرصاص عليه هو ووالده طوال 45 دقيقة بشكل متواصل، وهو ما جعل منه رمز لأنتفاضة الأقصى الثانية ضد قوات الأحتلال الأسرائيلى منذ سبع سنوات تقريبا، فمنذ مشاهدتى لهذه اللقطة وجدت أنه من الواجب على أن أفعل شىء لهذا الشعب، فأقتربت من والدتى التى كانت تجلس بجوارى وتشاهد أيضا ، ودار بيننا هذا الحوار القصير" أنا : أنتى عارفة ياماما أنا بأتمنى أيه ، ماما : وياترى أيه اللى بتتمنيه، أنا : نفسى أروح فلسطين وأحارب الأسرائيلين دول، وأموت شهيدة هناك زى الشهدة اللى كل يوم بنسمع عنهم فى النشرة، ماما : طب أنتى هتروحى هناك أزاى، أنا : عادى بأى حاجة، ماما : ياحبيبتى ( ماينفعش ) ، وأنتهى الحوار بيننا بهذه الكلمة، فقررت أن لا أستسلم، وأن أعرض الموضوع على زميلاتى فى المدرسة فى اليوم التالى، وبالفعل تحدثت معهن عن الحوار الذى دار بينى وبين والدتى، فقالوا لى يا بنتى( ما ينفعش ) ، فحزنت جدا لهذا الرد، فقالت آحدى زميلاتى : طب أنا عندى فكرة، أحنا ممكن نكتب كلام على لوحات، ونعلقه على حوائط المدرسة، وقالت آخرى بما أنك رسمك حلو ترسملنا كام رسمة مع الكلام اللى هنكتبه، فوافقت، وعدت إلى المنزل ، وجلست أفكر طوال الليل فى الرسمة التى سوف أرسمها حتى تذكرت رسمة كاريكاتيرية كانت فى جريدة كنت قد رأيتها من قبل، فقمت على الفور ، ورسمت بالفعل هذه الرسمة، ورسمت منها عدة نسخ، وأتفقنا أن نضعها بعد نهاية اليوم الدراسى، وبالفعل وضعنا كل اللوحات، وأنتظرنا فى اليوم التالى لنرى رد الفعل، ووجدنا بالفعل تجمعات حول هذه اللوحات من الطالبات والمدرسين والمدرسات، ووجدنا طالبة تقترب منا ، وتقول لنا أن مدير المدرسة يريدنا فى مكتبه، فذهبنا ووجدناه يقول لنا : اللى أنتوا عملته ده ( ما ينفعش ) وما يتكررش تانى، فوعدناه بعدم تكرار هذا الفعل .

وبأسترجاعى لهذا الموقف أتضح لى بأن الرد كان واحدا فى كل مرة وبكلمة واحدة وهى ( ما ينفعش )، فوجدت نفسى أتسأل ماهو الذى لا ينفع الذى نفعله، أم الذى يفعله الصهاينة، أم الذى يفعله المسئولين فى البلاد العربية، أو بالأصح الذى لا يفعلوه، فهم غير قادرين على فعل أى شىء سوى الخروج بالتصريحات التى تدين هذه الأعتداءات الأسرائيلية، وعقد المؤتمرات التى لا نخرج منها بأى نتائج، ونتيجة لكل هذه التصريحات والردود السلبية، نجدهم لم يكتفوا بفلسطين، بل يطمعون ويحلمون بأن تمتد دولتهم من النيل إلى الفرات، وقد تحركوا إلى هدفهم بالفعل، وذهبوا إلى العراق، ولكن ليس هم الذين ذهبوا بل أمريكا هى التى دخلت العراق بتخطيط صهيونى، فدعونا ننتظر دورنا لنلقنهم درسا قاسيا للمرة الثانية لن ينسوه أبدا . لا أنكر أننا كامة عربية لدينا ردود أفعال، ولكن فى لحظة حدوث الحدث، ولكن نجد النار تخمد بمرور الوقت دون الوصول إلى حل أو التدخل لمنع ما يحدث، فالكل يخاف على مصالحه، ويقول بينه وبين نفسه " انا ليه أدخل نفسى فى صراعات ليس لها نهاية " ، فأنا أقولها بأعلى صوت لا يا أمتنا العربية، لا تكونى أمة بالقول وليس بالفعل، أين وحدة هذه الأمة، فنحن ليس أخوة وأشقاء فى الفن والرياضة والسياسة فقط، بل نحن أمة واحدة لنا رب واحد، ووطن واحد، فيجب أن نكون متشابكى الآيدى أمام أعدائنا الذين يحاولون جاهدين لتفرقة هذه الأمة ونشر الوقيعة بيننا، وللأسف ينجح مخططهم فى بعض الأحيان، فيا شعبنا العربى كونوا أخوة وأمة قولا وفعلا، ويا أمتنا العربية أستيقظى من غفوتك، فهناك مؤخرا ضحية من ضحايا التخاذل العربى والخنوع وهى غزة .
فى النهاية أحب أن أختم ببعض كلمات الأوبريت، وأقول : " صحى قلوب الناس ......صحى بها النخوة......أصرخ بكل أحساس أن العرب أخوة. " لعل توجد حياة لمن ننادى .

هناك 11 تعليقًا:

غير معرف يقول...

yesslmo edk y gameel ,w y rb tefdly keda tektby mawade3 gamda 4 ever

غير معرف يقول...

W0O0O0O0O0O0O0OO0O0OW itz amazing topic safy my darlin,BLEES GO0O0O0O0OO0D, UR FRIEND RANA AYMAN

غير معرف يقول...

رررررررائع حببتي اللي رسماه ما شاء الله عليكي كملي رسم وكتابه انتي كده خطر علينا بقي بس هعمل ايه مسابقه بقي ونتنافس بس احنا منجيش حاجه فيك ي جميل

غير معرف يقول...

ازيك ياصفااية الجمال دة رسمك جميل اوى احسن رسمة عجبتني اخر واحدة يعني حسستني انك كل مرة بتتقدمي في رسمك وبيحلو كل مرة وعن كتاباتك جميلة متزعليش من الي بيقلولك مينفعش هو دة العالم بتعنا والمجتمع الي احنا فية بيخافوا من كل حاجة عيذين يقعدو جنب الحيط الي نقدر نعملة للشعب دة اننا ندعي للشعب دة ربنا ينصرهم امين يارب ربنا يباركلك كدة عقبال ما اشوفك بتكتبي في احسن جريدة في مصر ياجميل

عبير حمدي يقول...

صفا بجد انتي انسانة جميلة جدا و اتمني تظلي جميلة نقية و اشكرك علي زيارة مدونتي و بجد استمتنعت جدا بمدونتك و رسمك و علي فكرة صورة روبي مش عارفة لية حاسيت انها تشبة سوسن بدر
تحياتي يا قمر
عبير حمدي -نسمة حرية

غير معرف يقول...

بجد انتى فنانة يا صفا بس على فكرة ما بقاش فى نخوة واحنا حنفضل كدة طول عمرنا ساحرة العيون

l7zatelsafa يقول...

تسلملى عيونك يا رنا
وأكتبى انتى كمان

l7zatelsafa يقول...

خطر ايه بس
لا خطر ولا حاجة
والموضوع مش محتاج أى منافسات خالص
أكيد أنتى احسن
متشكرة جدا على الرأى الجميل ده

l7zatelsafa يقول...

الله يسلمك يا فيفى
فعلا أنا بحس كدا
لأن اول رسمة رسمتها كنت فى اعدادى
من رسمة للتانية حسيت انى بأتعلم من اخطائى ، وياريت يكون للأحسن
والله يباركلك يا فيفى يارب
ويارب أنصرنا على أعدائنا
اللهم آمين

l7zatelsafa يقول...

الله يخليكى يا أستاذة عبير على كلامك الجميل ده
وأنا أتمنى من الله ذلك ،وأن لا تغيرنى الأيام
وأنا كمان عجبتنى جدا مدونتك نسمة حرية
وأتمنى أنها ما تكنش آخر مرة
وتحياتى ليكى يا قمر

l7zatelsafa يقول...

مرسى يا ساحرة العيون
فعلا ما فيش نخوة ولا دم
كله بيقول يلا نفسى

 
Dear Diary Blogger Template